جامع الشيخ عبد
الغني النابلسي
1145 هــ - 1732
م
ينسب الجامع إلى عالم دمشق الذي طبقت
شهرته الآفاق في العلوم وهو الشيخ عبد الغني بن اسماعيل النابلسي الحنفي الدمشقي
النقشبندي القادري.
ولد الشيخ بدمشق وطلب العلم ودرّس في
الجامع الأمويّ ولـمّا يبلغ العشرين من العمر، وأدمن على قراءة كتب الشيخ محي
الدين بن عربي والعفيف التلمساني، وكانت داره رحمه الله في سوق العنبراتية بقرب
الجامع الأموي منطقة الصّاغ القديمة. قام برحلات عديدة إلى إستانبول ولبنان
وفلسطين والحجاز ومصر، ثم استقر في الصالحية إلى أن توفي في السادس والعشرين من
شهر شعبان سنة ثلاث وأربعين ومئة وألف للهجرة. ودفن في داره، وبنى حفيده الجامع
وبجانبه التربة التي تضمّ القبر.
يعود بناء المسجد إلى سنة خمس
وأربعين ومئة وألف هجرية، اثنتين وثلاثين وسبعمئة وألف ميلادية. بعد وفاقة الشيخ،
وقد نالته التوسعة زمن السلطان عبد الحميد، وكان فيه تسع فرق يتردد عليها الطلاّب.
يصفه كارل بقوله: "إنّ البناء جميل وطليق، ويتحلّى بزخارف غنية منفّذة بطريقة
تنزيل المعجون الملوّن في الجدران على طريقة (الأملق) وعلى الباب تواريخ من سنة
ثمان وسبعين ومئة وألف وسنة أربع وسبعين ومئتين وألف.
للجامع واجهة حجرية، وإلى جانبها
ضريح الشيخ، وينزل من الباب بعشر درجات إلى صحن واسع مفروش بالحجارة، وفي الجنوب
بركة ماء مربّعة أمامها القاعة التي كان الشيخ يلقي فيها دروسه، وهي قاعة مستطيلة
مزخرفة بالقاشاني وطريقة الأملق الرائعة، ولها أربعة شبابيك جنوبية تطلّ على دمشق،
وللمسجد سدّة خشبية جميلة، ومحراب حجري بديع عادي، ومنبر خشبي مطعّم.
وقد جدد الجامع تجديداً شاملاً سنة
تسع وأربعمئة وألف هجرية، وبني سقفه بالقرميد وهو ما لا يدلّ على طراز العمارة
الشامية، ووسع مصلاّه توسعة كبيرة وجعلت فيه مدرسة للقرآن وزادت مساحته عدّة مرّات
ما كان. وسقفه قديم بديع ويقام بجانبه مجمّع إسلامي كبير.
أما المئذنة البديعة فتتألف من قاعدة
حجرية مربّعة مرتفعة، يعلوها جذع مثمّن بسيط وخال من العناصر التزيينية، فوقه شرفة
مثمّنة ترتكز إليه بأفاريز حجريّة بدل المقرنصات، ويحيطها درابزين خشبي متقشف كما
تعلوها مظلّة على غرارها. وفوقها جوسق مثمّن بطبقتين يزينهما رقش حجري أسود وأشرطة
بسيطة، وينتهي رأس المئذنة بقلنسوة مخروطية تحميها ألواح التوتياء، وبذلك تحمل
المئذنة طراز العمارة الشامية بتأثيرات عثمانية.
بانوا فأجروا عيـــــــــــــــوني من بعدهم كالعيونِ
في حُبّهم متُّ عشقاً يا ليتهــــــــم
قبلـــــــــــــــوني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق