الأربعاء، 27 يوليو 2016

أكنان النور - جامع ابي النور -ِ A.ALMOUFTI

جامع أبي النُّور
614 هــ -1217 م


يقع الجامع في منطقة الصالحية ويطل على شارعين هما، شارع أسد الدين شيركوه شمالاً، وشارع الشيخ عبد الغني النابلسي جنوباً، وقد بني على أنقاض جامع قديم كان يدعى جامع أبي النّور حوالي سنة أربع وتسعين وثلاثمائة وألف هجرية، أربع وسبعين وتسعمئة وألف ميلادية، وأصبح الجامع مجمّعاً رسميّاً لجماعة الشيخ أحمد كفتارو -رحمه الله- يمارسون دوراً نشيطاً ومتميّزاً في حياة مدينة دمشق خاصة والعالم عامّة.
كان مكان هذا المجمّع الضخم جامع صغير وتربة، وقد عرف الجامع باسم أبي النور، وما هو في الحقيقة إلاّ الأمير زين الدين قراجا الصلاحي الناصري الأيوبي المتوفى سنة أربع وستمئة للهجرة، وكما جاء في نقش كان على الحائط الشمالي: "هذه تربة الأمير الأجّل... أبي سعيد قراجا الصلاحي... كان شهد الغزوات مع معتقه الملك الناصر، وحضر فتوح القدس حرسها الله، والبلاد الساحلية، ولزم مرابطة عكا..."
وجاء في نقشٍ آخر "ثمّ إنّه حجّ إلى بيت الله الحرام عام واحد وستمئة وتوجّه غازياً سنة أربع وستمئة هجرية، فتوفي حال عودته من غزوة طرابلس، فدفن في سفح هذا الجبل، ثم نقل إلى هذه التربة في رجب سنة أربع عشرة وستمئة، كما أنشأه ولده سيف الدين محمد "
كان لجامع أبي النور وشيخه مفتي سورية الذي كان يعظ الناس في باحة المسجد الملاصقة له منذ منتصف القرن العشرين الأثر العميم على مجتمع مدينة دمشق وريفه، فكثر أتباعه حتى حقق طموحه في بناء هذا المجمّع الإسلامي الكبير. وليس للجامع المحدث ما يلفت النظر في رقشه أو بنائه المعماري سوى أنّه بني على مثال الجوامع الحديثة الذي تغيّرت بمخططاتها ومساقطها عن الجوامع المثال التي كانت في العصور السابقة من حرم وصحن وأروقة.. وإن هو إلاّ مصلّى في وسط جداره الجنوبي محراب شبه عادي.
أما مئذنتا الجامع المعاصرتان فهما ترتفعان فوق المجمّع، ومن العسير إطلاق صفة على طرازهما، فهما متشابهتان كالتوأم، والقاعدة فيهما مربعة تحمل جذعاً مقسوماً إلى طبقتين: الطبقة الأولى منهما ثمانيّة الأضلاع مملوكية التأثير تزخرفهما أربعة نوافذ تزيينية متطاولة على الطراز الحديث، وتعلوهما شرفة مثمّنة بلا مظلّة، والطبقة الثانية كثيرة الأضلاع عثمانية التأثير لا نوافذ فيها، تعلوها شرفة ثانية كثيرة الأضلاع من غير مظلّة. وترتفع فوق الجميع قبة ذات أعمدة، تحمل ذروة صنوبرية تشبه الطراز المملوكي، ولا وجود لأشرطة أو حشوات أو مقرنصات، وقد جنح المهندس المصمم فيها إلى البساطة والتحديث العمراني.

جامع منذ قرن من الزمن لم يتعطّل فيه ذكر على الطريقة النقشبندية، وتأمل في الذات الإلهية.. منذ زمن الشيخ أمين وأحمد... وحتى اليوم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق