الجَامع
الـمُعَلَّقْ
862 هــ - 1457
م
يعرف الجامع
بالمعلّق، والجديد، وبردبك، وجامع بين الحواصل. وينسب بناء الجامع إلى بردبك
الأشرفيإينال، الذي بنى بقناطر السّباع بمصر جامعاً هائلاً، وبنى مثله في غزّة
ودمشق سنة اثنتين وستين وثمانمئة هجرية، الموافقة لسنة سبع وخمسين وأربعمئة وألف
ميلادية، ثم نفيّ إلى مكة، وقتل في طريق العودة سنة ثمان وستين وثمانمئة هجرية،
ودفن في مكة.
سمّي الجامع
بالمعلّق لأنّه يُصعد إليه بدرج من الحجر الأبلق، وله منارة شاهقة بالأبلق مطلّة
على بابه، وقد أصابت رأسها صاعقة سنة ثمان وخمسين وألف فدمّرته، وسقطت حجارة
الرأس، فرمّمها نائب الشام محمّد باشا. وللجامع جبهة حجرية سوداء، وبيضاء على
طريقة الأبلق رائعة، فيها بابان: باب غربي ذو مقرنصات ترجع إلى عهد البناء الأوّل،
ومن الباب يدخل إلى صحن واسع فيه بركة جميلة وأروقة شرقية وغربية، وجبهته حجرية
شمالية متقنة البناء يُدخلُ منها إلى القبلة الرائعة بجمالها وزخرفتها ومحرابها.
مئذنة الجامع
من المآذن المملوكية الجميلة التي ينتقل جذعها من الشكل المربّع إلى الشكل المثمّن
عبر وصلة مائلة السطح، ويزهو الجذع بالأشرطة المتشابكة ذات اللون الداكن، والحجارة
المعشّقة ذات الألوان المتناوبة، أما شرفة المؤذّن البارزة قليلاً فإنّها مسقوفة،
وأرضيتها مبنيّة من الخشب، وتنتهي المئذنة في أجزائها العلوية بالطريقة المملوكية.
تزيّن جذع
المئذنة ثمان نوافذ صمّاء مقوسنة تفتح في أربع منها كوّات سهمية، كما تزينه ثمانية
أقراص زخرفية وأشرطة، ويَنتهي الجذع بشرفة تتمادى مع قطره. ويحيط الشرفة درابزين،
وتغطّيها مظلّة مثمّنة، وفوق الجميع جوسق مثمن بطبقتين تعلوهما ذروة صنوبرية.
طرأ على الجامع
تجديد سنة ثمان وأربعمئة وألف هجرية، وفيه غرف علوية للطلاب، وبالرغم من جمالية هذا
الجامع، فإنّ روّاده قلّة، وقد لا يصلّى فيه إلاّ الظهر والعصر وأحياناً المغرب
والعشاء، ولعلّ السبب في ذلك وقوعه في منطقة الأسواق التي قد تخلو مساءً من أصحاب
المحلاّت...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق