وصوّرنا يا زمن…
المصوّرون العثمانيون….
إضافة لنشاطات المصوّرين الفوتوغرافيين المحترفين الذين افتتحوا استديوهات
في بيروت ودمشق والقدس والقاهرة،
فقد عمدت السلطات العثمانية إلى تصوير الأزياء
الوطنية في السلطنة العثمانية استعداداً لمعرض عثماني ضخم.
. أقيم لاحقاً في فيينا
سنة 1873، وتمّ تكليف المصوّر السرياني الأصل باسكال سبّاح Pascal Sabah
(1823 – 1886)، وكان باسكال قد افتتح استديو سنة 1857 سمّاه (الشرق) في سوق
توم-توم في استانبول ثم نقله 1860 إلى 439 شارع بيرا الكبير، وكلّف مصوّراً
فرنسياً اسمه لاروش لإدارته حتى سنة 1873 عندما أرسله إلى القاهرة لافتتاح استديو
قرب فندق (شبرد)..
بعد وفاة سبّاح 1886 تولّى شقيقة كوزمي إدارة الاستديو لمدّة سنتين، ثم حلّ
ابن باسكال جان (1872 – 1947) وشارك مصوّراً فرنسياً كان يعمل في استانبول واسمه
بوليكارب جوالييه.. وتحوّل اسم الاستديو سنة 1888 إلى سبّاح وجوالييه.. وكان جان
يوقّع باسم جان باسكال سبّاح كي يستفيد من شهرة أبيه.. وظلّ المصوّران ناشطين حتى
نهاية القرن التاسع عشر عندما عاد جوالييه إلى باريس وباع جان الاستديو في سنة
1908م.
التقط باسكال صوراً في سورية، من بينها الأزياء الدمشقية التي ظهرت في كتاب
"الأزياء الشعبية في تركيا" Les Costumes
Populares de la Turquie الذي أعدّه الفنان التركي حمدي بك
1873 بالتعاون مع الفرنسية ماري دو لوناي، والذي صدر بمناسبة معرض فيّنا. ولاشكّ
أنّ معظم الصور التقطت في استديو سبّاح، وقد زار باسكال سورية وبعض صوره تشمل دمشق
وبيروت وحلب، وهي محفوظة ضمن مجموعة الصور الخاصة بالسلطان عبد الحميد الثاني (قصر
يلدز)..
خلال فترة الشراكة بين سبّاح الابن وجوالييه، وهما المصوّران الرسميان
للسلطان، تمّ تكليفهما من قبل السلطان عبد الحميد بالتقاط الصور كجزء من حملة
إعلامية للسلطان هدفها إبراز عملية التحديث الواسعة في أنحاء السلطنة أيام حكمه…
والتقطا في دمشق صوراً من بينها صورة لطلاب المدرسة السلطانية العسكرية العليا
وغير ذلك من المواقع..
وفي العام 1893 أهدى السلطان عبد الحميد مجموعة من 51
ألبوماً تتضمن مئات الصور الفوتوغرافية التي تغطي مختلف أنحاء السلطنة العثمانية
إلى الملكة فيكتوريا التي أودعتها المتحف البريطاني. ورئيس جمهورية الولايات
المتحدة الأمريكية، وتحتفظ بها الآن مكتبة الكونغرس في واشنطن. وخلال العقود
الأخيرة من السيطرة العثمانية التركية، تجوّل العديد من المصوّرين العثمانيين في
أنحاء سورية بما فيها دمشق، وتركوا لنا صوراً معظمها غير موقّع.. ولابدّ من دراسة
هذه الصور وتوثيقها وإجراء دراسة حول هذه الفترة المهمّة التي لم تدرس بعد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق