وصورنا يا زمن - أ -
المبشرون بلباس الحجاج
المبشرون بلباس الحجاج
كان جورج إيستمان George Eastman الخبير في صفائح الجيلاتين
الناشفة يجري بعض التجارب والبحوث لإيجاد أسلوب جديد في التصوير ليتجاوز الأساليب
القديمة المعقّدة..
وتمكّن سنة 1888 من تصميم وتسجيل براءة اختراع لأفضل كاميرا
للهواة حينها وأطلق عليها اسم كوداك... وزوّدت ببكرة وعليها الجيلاتين بقطر (5سم)
والفيلم الجيلاتين (نيكاتيف) سالب، وحين ينتهي المصوّر من التصوير،
يعيدها إليه
ويزوّده بفيلم جديد بعد أن يظهر الفيلم المصوّر (نيكاتيف + بوزاتيف) سالب ومظهر،
وكان شعار إيستمان (اضغط على الزر، ونحن نتولّى الباقي).
لقد أحدث ذلك ثورة في عالم التصوير، حيث أصبح هذا الفن في متناول الجميع.
وفي سنة 1889 طرحت أول كاميرا (كوداك) في الأسواق وكانت
أخفّ وزناً وأصغر حجماً من
سابقاتها. وهكذا انتشر التصوير بسرعة في جميع أنحاء العالم...
وكما سعى السلطان عبد الحميد الثاني إلى الإعلان عن إنجازاته بواسطة
التصوير الفوتوغرافي.
لجأ المبشّرون إلى المسيحية الأمريكيون والبريطانيون
والفرنسيون وغيرهم إلى الأسلوب ذاته.. وكانت البعثات الإنجيلية العاملة في أنحاء
مختلفة من سورية تلتقط الصور لنشاطاتها منذ مطلع ستينيات القرن الماضي.
في ربيع 1877 حقق المصوّر البريطاني الهاوي ج. هــ. إيغرتون G. H. Egrton كاهن مدينة ليتشفيلد البريطانية أمنية حياته
بزيارة الأراضي المقدّسة. ويصف إيغرتون وصوله مع رفيقين إلى يافا في 19 آذار 1877
في كتابه "رسائل من الشرق" ويسهب في وصفه حين زار دمشق في 17 نيسان
إبريل حيث قطع حزاماً أخضر من حدائق تحيط بدمشق، ويبلغ عرض الحزام حوالي ثلاثة
أميال كما يقول. ويصف جانباً من نشاطه بدمشق بقوله:
"استيقظنا في وقت مناسب وانطلقنا عند الساعة السابعة صباحاً مع أحد
الأولاد لالتقاط الصور. فذهبنا بداية إلى الجامع الكبير، ثم صعدنا إلى سطح أحد
المنازل، حيث تسلّقنا وقفزنا فوق بعض الفجوات الواسعة، وأية سقطة كان يمكن أن تؤدي
إلى كسر العظام، إذا لم يكن كسر الأعناق. وقد نجحت في نصب الكاميرا عند نقطة تؤمّن
رؤية جيّدة لقوس النصر القديم. وكذلك التقطت صورة القوس والكتابة المسيحية. ومع
ذلك كنت في قلق شديد للغاية. إذ أنني أخشى أن لا تظهر بصورة حسنة.
بعد ذلك توجّهنا إلى الشارع الذي يعرف بالمستقيم، ودخلنا إحدى المدارس
الإسلامية. وهناك الأعمدة القديمة التي يبدو أنها كانت تشكّل أقواساً على مدى
الشارع. وبعض الأعمدة القليلة الباقية جرى البناء حولها أو عليها من الجانبين. وقد
سمح لي بتصويرها وكان ذلك بمثابة فضل كبير".
كان كتاب "رسائل من الشرق" يباع عن طريق الاشتراك فقط، ويتضمّن
81 صورة أصلية ملصقة باليد التقطت في سورية ومصر وتركيا واليونان...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق